من هو الشيخ الحاج مالك سى؟

 


المقدمة:                                                                      

 لقد شرفني الله سبحانه وتعالى إذ كنت من الذين اطمئن بال أعضاء جمعية الفاتح بهم أن يكتبوا في مجلتهم القيمة، فلهم مني كل التقدير والاعتزاز.

      بسم الله الرحمان الرحيم،  الحمد لله نور السماوات والأرض الحق المبين ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، ورضي الله عن قطب المكتوم والبرزخ المعلوم سيدنا أحمد التجاني، وعن وارث سره الإمام الأعظم ، الفقيه الصوفي سيدنا الشيخ الحاج مالك سه ابن عثمان الذي يعود إليه الفضل في نقلنا من دين العادة وعبادتها إلى جوهر الإسلام، من عالم الشعوذة والطقوس إلى استخدام العقل والمنطق، من الجهل المنظم إلى المعرفة الشاملة الحقيقة، من خوف الوهم والخرافة إلى الثقة بالقدر والنفس، من الأمراض النفسية إلى سلامة النفوس والأرواح، من التعب المتواصل إلى الرفاهية الدائمة والطمأنينة الخالدة، من القلق الذهني إلى السكينة واستقرار البال. ورضى الله أيضا ونصرته وتأييده على خليفته الحالي الشيخ السيد أبي بكر سه منصور، وعلى جميع أولاد وأحفاد جده مؤسس الزاوية المالكية وخلفائه ومقدميه وأتباعه.                            

وبعد،            

       تبدو في أفق الحياة الإنسانية بطولات فريدة من نوعها، لا تصنعها الأحداث، بل يصنعها الإيمان في هؤلاء الذين يصطفيهم الله لحمل رسالته الخالدة، وفي أتباعهم الذين تصهرهم عقيدة الإيمان بالله.                                    

      فتاريخ بلادنا سنغال زاخر بمئات من الأبطال، منهم من سجل التاريخ أسماءهم وأشاد بهم، ومنهم من لا يعلمهم إلا الله، لقد كانوا أمثالا عالية في التضحية والإقدام، يعملون في سبيل دينهم من غير أن يشعر الناس، ومنهم من مر التاريخ على أسمائهم دون أن يقف طويلا، وإن كانوا لا يقلون عملا وتضحية وشجاعة عمن سواهم، وحسبهم أنهم أفضوا إلى ربهم مرضيين       

      وعلى قمة جميع هؤلاء وأولئك، الذين عاشوا تحت لواء السنة وغاصوا بحر الدم حتى خرجوا منه دون لطخة الشيخ السيد الحاج مالك سه رضي الله عنه.

وهذه البطولة التي يصنعها الإيمان في رجال العقيدة لا تستمد قوتها من السلاح والعدة، إنما تستمدها من الحق الذي تدين به والثقة الكاملة في تأييد الله ونصره:" إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد". وهي بطولة عادلة مهتدية، لا تنتصر لنفسها، لا تغتر بقوتها، ولكنها تنتصر لعقيدتها، وتجعل الفضل لله فيما يجريه على أيديها من نصر وإعانة.     

       وفي سيرة الشيخ السيد الحاج مالك سه رضي الله عنه نماذج حية رائعة من تلك البطولة في اقتداء بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.                   

       لقد كان مجدا ورعا صادقا عفيفا زهيدا حائزا قصب السباق، عالما متبحرا في العلوم الدينية الشرعية على نمط فريد، عارفا بعيوب النفس وأحوالها، مشخصا جميع أدوائها حتى يستقر في قلبه ونفسه ما يليق بها من الحلول الإسلامية الناجعة، منقطعة النظر. وكان من أكابر الأولياء الذين بنوا عقولا سليمة قادرة على استيعاب قضايا الإسلام ومتطلباته المتجددة، ومتضلعا بمستوى المسؤولية والحرية الدينية والوطنية.                                 

      كان وارثا حقيقيا لهدى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله وهمته العالية الصادقة في هداية الخلق: " هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ". وبفضل هذه النعمة احتل الشيخ الحاج مالك سه رضي الله عنه تلك المكانة العلية وذالك الدور الرفيع، بين كبار المجددين المصلحين يبعثهم الله لهذه الأمة رأس كل مائة سنة لتجديد معالم دينها، كما ثبت في حديث رواه أبو داود عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ".                    

وقد تناولت حياة الشيخ الحاج مالك سي رضي الله عنه بالترجمة جماعة من العلماء الذين عاصروه أو عاشوا بعده، وأتم هذه التراجم وأكملها وأوفاها هي ترجمة الشيخ الحاج عبد العزيز سي رضي الله عنه، الذي استوفى فيها جملة من سيرته، وجلّى كثيرا من جوانب حياته، حتى ظلت هذه الترجمة مصدرا أساسا وثيقا لكل من يريد البحث عن الشيخ والتعريف به رضي الله عنه.

كما أن كتب حوادث البلاد، ومقالات أصحاب الجرائد، وحكايات المؤرخين التقليديين -وخاصة التي تناولت تاريخه لم تغفل عن الإشارة إلى ولادته ونشأته وحياته ووفاته ضمن سردها لأهم وقائع السنين والشهور.

عصر الشيخ:

لا شك أن هناك تأثيرا متبادلا بين المرء وعصره، بين المرء وبيئته، لاسيما لدى أولئك الأعلام والعظماء الذين تسنموا مكانة بارزة في مجتمعاتهم، كالمجاهدين والمصلحين وأمثالهم؛ لذلك من المفيد أن نلقي الضوء على العصر الذي عاش فيه الشيخ الحاج مالك سي رضي الله عنه؛ لندرك مدى تأثير ذلك في جوانب حياته المختلفة؛ لأن للظروف القاسية التي مرت بها البلاد تأثيرا مباشرا في اتخاذه استراتيجية جديدة ناجعة صالحة للجميع.

أولا: الحالة السياسية:

عاش الشيخ رضي الله عنه في ظل حكم السلطات الاستعمارية الفرنسية الذين اعتقدوا أن حكم البلاد حق لهم، وذلك لما تحملوه من أعباء الدفاع عنها ضد الأخطار الخارجية، وكان من أهم ما تميز به حكم المستعمرين: كثرة الفتن، والقتل، والمؤامرة على المشايخ والعلماء المجاهدين؛ بسبب صراعهم ضدهم، ورفضهم الانقياد لنظامهم، فظلوا في حالة شديدة خطيرة.

فقد كانت المشايخ يعانون من ظلم السلطات الاستعمارية وسوء معاملتهم إياهم، ومع ذلك فإنهم لم يستسلموا أبدا بسبب هذه المضايقات، ولاسيما الزعماء والعظماء التجانيين منهم.

ثانيا: الحالة الاجتماعية:

لم تكن الحالة الاجتماعية بأحسن من الحالة السياسية في عصر الشيخ رضي الله عنه، فقد ساد النظام الطبقي الذي توزّع عليه أفراد الشعب، وقد تربّع على قمة هذا النظام المستعمرون والملوك الذين كانوا يمارسون سياسة قبيحة، وأجبروا المجتمع على الخضوع لها، فكانوا ينعمون بكل المزايا والحقوق والنفوذ والوظائف دون باقي طبقات الشعب، الذي يعاني تباريح الحياة وكثيرا من الحرمان وضياع الحقوق.

وسهّل ذالك انتشار الفقر، والأمراض والأوبئة، وضعف الأمن، وعمت الفوضى، وزاد طغيان الملوك وظلمهم لعامة الناس، وسلب أموالهم ومواشيهم، وفرضت الضرائب الباهظة عليهم.

ثالثا: الحالة الدينية:

بالرغم من الصورة الحالكة سياسيا واجتماعيا لعصر الشيخ رضي الله عنه، إلا أنه برزت بعض الصور المشرقة في الجانب الديني، إذ ظهرت في جميع إنحاء البلاد مجالس وكُتّاب، وتطورت في كل صقع من أصقاعها، وإن كان ذلك مقتصرا على الشكل دون مضمون وتطبيق حقيقيين، لأن هؤلاء العلماء كانوا يدرِّسون ولا يربون ولا يهتمون بالتطبيق.

ما نتيجة هذه الممارسة؟

من نتائج هذه الممارسة ظهور أناس لا يعرفون من الدين إلا ما أملته العادة عليهم، ولا من العلم إلا تقليد من يعتقدون فيهم، وإن كانت بضاعته فيه لا يسمن ولا يغني من جوع، ومع ذلك لم يسلم العلماء والشيوخ من أمثال الشيخ في عصره من أذى المستعمرين ومؤامراتهم في ذلك الوقت، فكثيرا ما يتغير خاطرهم، فيعزلون من أرادوا من منصبه أو ينفوه.

مما تقدم يتبين لنا طرف من الاضطراب والفتن والقلاقل، وعدم الاستقرار السياسي والاجتماعي، وانعدام روح الدين الإسلامي الذي كان يُؤكل في صحنة العادة على طاولة التقليد.

التعريف بالشيخ الحاج مالك سي رضي الله عنه:

اسمه ونسبه:

أـ من جهة أبيه:

فهو الشيخ السيد الحاج مالك سي بن عثمان الصيني بن معاذ بن محمد بن علي بن محمد بن يوسف بن دَرَمان بن سِيرَ بن بُوبَ بن مالك مؤسس سِيُومَا، وهو بن أحمد بن داود بن بُوبَكر بن الشريف شمس الدين.

ب ـ من جهة أمه:

وأمه هي السيدة فاطمة ود ولي بنت بُتِهْ فَايْ بنت عبد الرحمان فاي وفاطمة الأنصارية، فالشيخ الحاج مالك سي أنصاري من جهة أمه.

وكانت أمه رضي الله عنها كالنجم في السماء في الصلاح والأدب والخلق والبهاء، وقد أحسن والداها تربيتها، فكانت مثلا وقدوة لغيرها من بنات زمانها.

مولده ونشأته:

قد اتفقت جميع التراجم المشهورة على أن الشيخ الحاج مالك سي ولد في قرية كَايَهْ، موطن أمه العزيزة العفيفة، قرب مقاطعة دَكَانَهْ، إلا أن تاريخ ولادته ظل مشكوكا فيه. فمن التواريخ التي أدلت بها الشهادات، مكتوبة كانت أو مطروقة، ما تقول إن الشيخ ولد عام 1842م، 1852م، 1853م، 1854م، 1855م، 1857م.

وبعد ميلاده نشأ الشيخ رضي الله عنه نشأة علمية؛ لأن أسرته لم تزل مهتمة ومتشبعة بالعلوم والمعرفة والخلق الحسن، ومتتابعة لنشر الدين وقيمه ومبادئه، ويؤيد ذلك ما في كتاب " زاد المشمر لدخول حضرة الملك المقتدر " للشيخ الحاج عبد العزيز سي الدباغ رضي الله عنه، حين قال بعد سرده لأجداده:

                                                                                 فهؤلا أبناء شمس الدين    ***   تَتَابعوا كلًّا لنشـــــر الدين

درج أي: نشأ وترعرع الشيخ رضي الله عنه في بيت من بيوت العلم، وتربى في حجر أمه، السيدة فاطمة ود وِلي، التي كانت من أكمل النساء عقلا، وأرفعهن فضلا، وأشدهن حزما وعزما، لما فيها من حب الخير، وتعلقها ببيوت الله، والعناية بأمور الطلبة، وأولياء الله.

وقد أتاحته الصلات الوشيجة بأمه البارة وخاله الشيخ الجليل الفاهم يُرُو ولي وسميه السيد المفضال حافظ القرآن ومعلمه جِرْنُ مالك سُو، أن يهتدي بهم، وأثّر ذلك في تكوينه الشخصي والوجداني

ظل الطفل يتقلب في هذه الأجواء العبقة بطيب الأنوار القرآنية، المتألقة بسناها، ينهل من تلك الموارد الصفية العذبة، ويتتلمذ على أيديهم السليمة النقية.

طلبه العلم وشيوخه ورحلاته:

نشأ الشيخ رضي الله عنه نشأة علمية كما سبقت الإشارة إليها. ويتضح من هذه النشأة العلمية أن البيئة تهيت لاستقباله استقبالا ليكون حاملا لواء الإصلاح الديني الاجتماعي التعليمي التربوي لعصره وللأجيال الآتية.

وتلقى الشيخ درسه الأول من كتاب الله العزيز من تلقاء خاله، ثم سميه، ودرس على خاله مدة من الزمن، حفظ من خلالها الجزء الأول من القرآن الكريم، ثم سافر إلى قرية والده صِينْ جُلُوفْ، بطلب من عمه الشيخ أحمد سي؛ للتعارف مع إخوانه، ومتابعة دراسته حتى حفظ القرآن الكريم.

ولما مكث عند عمه أحمد سي ما شاء الله أن يمكث، أمره عمه بالجولان في أصقاع البلاد لطلب العلم، ودعا له بالصلاح والنجاح، فرجع الشيخ رضي الله عنه إلى كَايَهْ، فبدأ دراسة المختصر الأخضري على يد خاله، وفي نفس اليوم وفي جلسة واحدة وآن واحد لقنه الورد التجاني وأجازه في الطريقة التجانية إجازة عامة مطلقة شاملة، مع تبليغ وصايا المجاهد الشيخ الحاج عمر تال الفوتي.

ثم توجه الشيخ رضي الله عنه إلى العلماء الراسخين لتحصيل العلوم الإسلامية والأدبية، تطبيقا لأوامر ونصائح عمه،

وتتلمذ على جماعةمن مشاهير علماء عصره في كل فن، فمن الذين أخذ عنهم:

ـ عبد بِتِيْ، أحمد صار (جارين)، محمد تُوبْ/ القراءات رسما وتجويدا وتطبيقا.

ـ الشيخ مَكَيْ حَوَى (كد دمب) / المختصر للأخضري.

ـ الشيخ مُورْ جُوبْ (كر كد ألسان) / الرسالة.

ـ الشيخ كَلَ سَيْ (طيب سي) / النحو والتفسير.

ـ الشيخ إبراهيم جَخَت (جبالي) / الخليل.

ـ الشيخ مَايُرُ فال (كيك) / لم يعين الفن الذي تلقاه الشيخ عنه.

ـ الشيخ مَسِلَّ مَانِي (جلدرمان) / ألفية ابن مالك

ـ الشيخ أحمد جاي مَابِيْ (سين لويس) / المقامات والشعراء الستة.

ـ تفسير يورُ بَالْ (سين لويس) / الاحمرار.

آثار عمله في أوساط المجتمع:

وبعد هذا الجولان في ربوع العلم والعلماء، وحصل ما أراده الله له من العلوم والمعارف، رجع الشيخ رضي الله عنه إلى قريته كَايَه، ومكث فيها مدة، فصادف أن أتى الشيخ محمد العلي العلوي إلى كَايَه؛ لزيارة خاله الفاهم يُرُو، ولما تراءيا نشأت المحبة في قلب كل واحد منهما.

ولما رجع الشيخ العلوي إلى مسقط رأسه، اشتاق الشيخ إلى زيارته، فسافر إلى موريتانيا مشتغلا بعلوم أسرار الطريقة التجانية، ولم يُدْرَ كم استغرقت زيارته لهؤلاء العلماء العظماء، بل أخذ عنهم تلقينات مع إجازات كثيرة تبركا لأنه كان واثقا بصحة إجازة خاله الفاهم يُرُو ولي.

وبعد رجوعه من موريتانيا، أقام مدة في سِينْ لِوِيسْ، قدر الله له خلالها عقدا قرانيا أولا بحريته: السيدة رقية انجاي في سنة 1879م، فأنجبت له الشيخ سيدي أحمد سي1881م والسيد أبي بكر سي 1885م وأخواتهما،[1] ثم طرأ في عقله فعل شيء لأجل لقمة عيشه هو وخليلته؛ لأنه لم يكن يريد أن يعيش كلا على أحد، فكان يُدرِّس في العاصمة في فصل الخريف، ويزرع في القرى في فصل الصيف.

وقضى سنوات بين التدريس والزراعة، حتى رزقه الله صاحبة ثانية، وهي السيدة صفية انجك في سنة 1887م، والدة الشيخ محمد المنصور سي 1900م والشيخ الحاج عبد العزيز سي 1904م، والشيخ محمد الحبيب سي وأخواتهم[2]، ثم حقق الله له أمنية غالية تعلق بها قلبه، وهي السفر إلى زيارة بيت الله الحرام 1888-1889م.

وبعد أدائه لفريضة الحج، توجّه إلى المدينة المنورة لزيارة سيدنا محمد r، واستنشاق نسيم جوّها، وشم رائحة روضته الجميلة، التي تضيء غياهب القلوب، وتتلألأ وتتزيّن بها الأرواح.

وبعد زيارته، كان يحب مجاورة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن ناصحه عالم من علماء المدينة نصيحة ما بعدها إلا الرجوع، ولذلك رجع مع تاج " الحاج "، مطمئن القلب والروح، بعد أن دعا الله U أن:

ـ يرزقه مالا يبني به مساجد وزوايا.

ـ يمنحه أراضي فسيحة يعتمد عليها للزراعة.

ـ يحفظ الله له مزاياه من المقامات إلى يوم القيامة فيصبها في ميزان حسناته.

ـ يكون أولاده وأتباعه إخوانا في الله.

ـ يحمي الدين وعلماءه من الرجال المستعمرين الفرنسيين.

     وبعد رجوعه من حجه وقبل أن يسارع إلى تأسيس أي مشروع لخلق إستراتيجيّة جديدة ثقافية دينية سلمية ضد حرب مسلحة، إستراتيجية تستغرق جميع جوانب الحياة الإنسانية، ذهب الشيخ أوّلاً إلى جُلُوفْ لزيارة أخواله وأعمامه.

ثم عزم على متابعة رحلته، فغادر الأهل مرة أخرى ونزل في "وَقِ" عند صديقه بَلَّ جَايْ، لكن الموجود من التقديمات لم يوافق مراده، فارتحل وحلّ " كَرْ بَاسِنْ"، فطلب مزرعا وأعطي، ثم ترك فيه محمد أَمِنَ سي، ثم انصرف إلى العاصمة "سِينْ لِوِيسْ"، حيث تعلم فيها عادات المدينة، وعانى تباريح الحياة المدنية وحقائقها.

وفي تلك الإقامة الممتدة من 1890م إلى 1895م، أخذ الشيخ الحاج مالك سي يحل مشاكل الناس، ويأمرهم بالعودة إلى السنة المطهرة.

ولا شك أن المفروض على الدعاة إلى الله تعالى أن يكونوا من أطوع الناس لله تعالى، وأسرعهم مبادرة إلى تطبيق أحكامه، وأن حلّ أمور الدين ينبغي الوقوف فيها عند الشرع والسنة، والإسلام دين لا يعرف الرهبانية ولا الكهنوتية، بل الاعتصام بحبله من سماته.

وهذا ما فعله الشيخ رضي الله عنه، فكان يدرّس ويدعو الناس إلى ما يقربهم من مولاهم U، ويصلي الصلوات الخمس لدى الجماعة في المساجد، ويقرأ  معهم الوظيفة فيها، ويفصل فيما شجر بينهم من خلاف، ويعلمهم ما يجب لهم من حقوق وما لا يجب، وما يمسح ما في نفوسهم من الجهل، فكان الناس إذا رأوه في مداولاته مع الإخوان، وهم غارقون في غفلتهم ينتبهون وينتهون.

نعم، وقد أدناه من قلوب سكان العاصمة أرجحية رأيه، وصدق لهجته، وإخلاص نيته وقوله وفعله، فكان كلما شرع في درس، أو دخل مسجدا أو فتح مجلسا، كان الناس متجهين بأبصارهم إلى مكان جلوسه، منتبهين إلى كل ما يلفظ من قول، كأن على رؤوسهم طيورا، وكانت دقة فهمه لأسرار الدين، وصحة نظريته إلى ما يحل وما لا يحل، تدفعه أحيانا إلى بعض الموافق التي تبدو غريبة لعيون الناس، وكلما ختم درسه ونهض من مجلسه، هب الناس متجهين نحوه، وتزاحموا حوله، وأحاطوا به، واندفعوا وراءه، يشيعونه.

هكذا يومه في العاصمة، ما مر يوم من أيام الله بل شهر أو عام إلا جاء قوم كثيرة يجيبون دعوته، هكذا أخذ الشيخ ينقض رفاهية عادات وتقاليد هؤلاء الناس من أسسها، إلا أن ذلك يلقي حقدا وحسدا بل فتنة في قلوب البعض، كأن ما جاء به الشيخ دين جديد، نزل من السماء على سطح الأرض، فتآمروا على كبح مطامحه، وأبوا إلا وشايته إلى السلطات لكي لا ينتشر أمره، فطالبته السلطات بالحضور، تسأله عن أسرته ووظيفته ونيته، فأجاب بأنه عالم لا يريد إلا نشر الدين الإسلامي وتدريسه وبناء مساجد للمسلمين وإيجاد أراض للزراعة والتربية، فتركته حرا في تصرفاته حينا، إلا أن ذلك الجواب لم يسكت ولم يسكن احتدام عُداته وحِدّتهم، بل زاد في نار حقدهم ضرما ولهبا، فتآمروا عليه من جديد، ولذالك لم تزل السلطات تبعث إليه مراقبين يستقصون تلك الاتهامات والوشايات، ولكنهم لم يروا في نهاية تفتيشهم لأمره إلا حب الخير والدين والتربية.

غير أن ذلك لم يضمن له كل الأمن والاستقرار، أمران يحتاج إليهما شأنه، بل لايزال أعداؤه يضرونه ويمنعونه من الصلاة وقراءة الوظيفة في المساجد.

بَيْدَ أن أناسا من أهل البر والصلاح المقتنعين بجهاده في سبيل الله سلميا، وهبو له عقارا، وبنى فيها مسجده المشهور بزاوية الشيخ الحاج مالك سي بسين لويس.

 ثم عاد إلى "كرباسن" وأخذ يفكّر في إستراتيجيَة أخرى مقلعا عن كل شك وتردد فيما سيتخذه نهائيا، ثم جنح عن "كرباسن" إلى قرية "جَارْدِ"، وقضى فيها سبعة أعوام 1895م ـ 1902م.

ولما وصل الشيخ إلى قرية "جارد" استقبله سكانها بالترحيب والفرح والغبطة، ووجد بيئتها حية، توافق مع ما كان ينتظره، بل ما كان يدعو الله به عند الكعبة الحرام، وفهم أنه لم يبق له إلا تأسيس وتحقيق برامجه التعليمية، المتمحورة على أربعة ميادين: العلم والتربية والإخاء والعمل.

وفي هذا الصدد، بدأ الشيخ رضي الله عنه ببناء بيته ومسجده، ثم حُدّد له مزرعة فسيحة، فأخذ مسؤوليته، وقام بساق الجد في تجديد هذا الدين، وإصلاح ما أفسده أهل الأهواء والبدع من أمور المسلمين وحياتهم، وأرسى هذه الدعائم على المنهج الواضح من التعليم، هذه الكلمة العامة الشاملة (التعليم) التي تعبر بمفهومها عن هذه المعاني: التربية، التكوين، الإعلام، المواصلة، التزكية، التصفية، وهذا على ضوء تعاليم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم التي هي مرآة عملية صادقة للقرآن الكريم.

وكان يتولى تربية الطلبة وتعليمهم وتصفيتهم وترقيتهم، عبر حلقات الذكر والدراسة الدائمة التهيج من فترة الصباح إلى فترة المساء، يراقب سلوك التلاميذ وتصرفاتهم اليومية، ومعاملاتهم فيما بينهم أو مع غيرهم؛ لإحياء روح الأخوة الإيمانية، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم القائل: "إنما بعثت معلما"، نعم العلم هو أول آية في الكتاب تلقاها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم صاحب الدعوة الإسلامية، كانت أمرا بالقراءة وتنويها بعلم الله وعلم الإنسان.

ولما تنبه الشيخ رضي الله عنه بأن الرجوع إلى التربية الاصطلاحية أمر مستحيل، تنحى عنها إلى التربية بالهمة والحال، ثم وجه الأتباع إليها، وكان يرعاهم ويتفقدهم في كل حالة من الحالات، فلا يقع بصره على شيء جانب الصواب، إلا ونبّه عليه، ووجّه النصح إلى التنحي عنه، ولا طرق سمعه على مشين إلا وبادر بالإنكار عليه، زيادة إلى تشغُّفه إياهم بالعبادة، وتشوُّقه لهم إلى الثواب والأجر.و

وعلى نفس المنوال، كان الشيخ رضي الله عنه يدعو الأتباع إلى العمل لكسب الحلال، مع ضرب أمثلة حية في اتخاذ الحقول الزراعية في قرية "جارد" وغيرها، وكان يؤمن إيمانا قويا بمبدإ الاعتماد على عرق الجبين، وممارسة الحرف والمهن لكسب القوت، اقتداء بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب المؤمن المحترف".

وكان عدد الوافدين يزيد بل يتضاعف مع تقادم الزمن، من الأماكن البعيدة أو المجاورة لقريته، وقد أغرى ذلك حاسديه الذين كانوا في العاصمة، فسعوا لوشايته إلى السلطات كالعادة، قائلين: إن الشيخ الحاج مالك سي استقر في هذه القرية لإعداد جيش للهجوم على السلطات، وإن الأذكار التي يلفظها هو وأصحابه ما هي إلا رموز للحرب، وإن مشروعه ما هو إلا امتداد لمشروع الشيخ الحاج عمر تال، يا للدهشة !!!

أعطت هذه الوشايات أُكلها في أول الوهلة؛ لأن السطات الاستعمارية صدقتها، وقالت: إنها صحيحة، وأنه امتداد له، وأخذت تقارن بينهما، وتذكروا الويلات ومرارة العذاب التي جرعهم بها الشيخ الحاج عمر تال في ماض قريب، والشوكات القاتلة التي أملأها في طرقهم، ولكن بعد استقصاء أمره، تبقى النتيجة كالأولى: إن للشيخ السيد الحاج مالك سي قلبا سليما، لا يحب إلا التعليم والعمل والتربية وفق التعليم الإسلامي.

الشيخ الحاج مالك سي رضي الله عنه الذي لاح نجمه في تلك القرية منذ سبعة أعوام، وتخرّجت خلالها على يديه مئات من العلماء العاملين، والمربين الواصلين، وتجمّعت جميع الوسائل على يديه لتبليغ رسالته، عزم على مغادرة الأهل مرة أخرى إلى "تِوَاوُونْ ".

انتقل الشيخ رضي الله عنه إلى"تواوون" - على اختلاف بين المؤرخين - سنة 1894مأو 1897م، بسبب تفسير القرآن لإخوان مسلمين كانوا في حاجة إليه بيد أن هناك أسبابا أخرىأسرعت انتقاله إليها، نسكت عنها لضيق الوقت.

وكان الشيخرضي الله عنه يسكن داخل المدينة لما فيها من المصلحة، لأنها لا يخلو فيها الإنسان من الخدمة، ولا من أداء واجبه نحو الإنسانية والمجتمع.

ثم توجه بعزم بعد إقامته فيها نهائيا سنة 1902م إلى تأسيس زاويته بإعانة أتباعه، الزاوية التي ظلت مؤسسة علمية، تعمل على جلب الناس بالأوراد والأذكار، وتقوم بالحفاظ على المقومات الروحية لأتباعها، بل أسرع إلى إخراجها من نطاق مؤسسة الزاوية المحدودة إلى المجال الاجتماعي والثقافي والعلمي الواسع، إذ لم تزل تلعب عدة أدوار ووظائف داخل المجتمع السنغالي.

مكث الشيخ الحاج مالك سي رضي الله عنه في هذه الزاوية بين أصحابه مدة تسع سنين، يصلي فيها الصلوات الخمس دون تخلف، إلا يوما كان يطالع في مكتبة داره مع الإخوان، ففاتهم الوقت دون انتباه منهم.

وكان عدد الوافدين عليه من الآفاق البعيدة والقريبة يتزايد، كما تضاعف عدد المريدين المتلقين حوله، فاعتبر زواياه المؤسسة التعليمية المجهزة لتخريج رجال كثيرين، فكان يعقد جلساته التعليمية فيها، أو في مسجده، أو في فناء داره، ويقضي أوقاته بين المذاكرة، والإفتاء، والذكر، والوعظ، وأكثر مواضيعها كانت تدور حول الشريعة والحقيقة؛ لما فيها من كثرة المزاج عند أهل الأهواء.

وكان للشيخ ولوع خاص بسيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فكان همُّه الأساس حملهم على طاعة هذا الأسوة الحسنة، ولهذا بادر إلى دعوة الناس بالمشاركة في إحياء ذكرى مولده r  في هذه الأراضي، وذلك حين نادى قائلا:

ألا عظموا ليل الولادة حسبة***إذا لم يكن نحو الحرام عدول

وكان الشيخ مولعا بالتأمل والتفكر والقراءة والكتابة، غيور في تطبيق الأحكام الشرعية، وفي هذا الصدد هاجم على الذين لم يجعلوا الرسول r أسوة لهم، يقوله في كتابه: كفاية الراغبين فيما يهدي إلى حضرة رب العالمين: "الناس اليوم لا يحرمون إلا ما حرم الملوك، لا ما حرم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم"، ومن هنا نلاحظ أن الشيخ كمصلح ديني واجتماعي حاول أن ينبِّه - على سبيل المثال - الممارسات التي تهز المجتمع الإسلامي السنغالي ، وهي بعيدة عن روح الدين الإسلامي المحمدي.راجع كتابه "كفاية الراغبين"  الذي حرص فيه الشيخ رضي الله عنه على تصحيح هذه العادات الفاسدة المضلة

إذا كانت " جارد " هي المنطلق التكويني للشيخ، حيث كـوّن فيها النخبة، أصبحت "تواوون" من جانب آخر المدرسة التطبيقية لتعاليمه العلمية والروحية والعملية، والمركز لنشرها إلى جميع مساحات أرض البلاد.

فما لبث الشيخ رضي الله عنه فيها مدة، إلا ارتفع ذكره، وبزغ نجمه، وكثر أتباعه، وأولع به تلاميذه، وسوّده قومه، وخاصة أئمة المدينة.

ولقد سارت حياته فيها هادئة وادعة. وقسم فيها يومه إلى شطرين، الأول يكون فيه بين مدرسته وتلاميذته، والآخر بين مسجده وقراءة وظائفه وأذكاره.

وكان والدا، أستاذا، شيخا، إماما لأتباعه وتلاميذه، إذ تحقق فيه حق الأبوة للرابطة القلبية، والأستاذية بالإفادة العلمية، والشيخية بالتربية الروحية، والإمامة بحكم السياسة العامة للدعوة الإسلامية التي اتسمت ب:

1ــ وضوح قيادته ونصاعتها

2ــ الحرص على نشر السلام

3ــ الامتزاج الروحي والعاطفي

4ــ قيادة الأتباع على نور العلم المحض

وهكذا مضت حياته إلى أن أتاه اليقين في سنة 1922م، فغُسِل، ثم كفن، ثم دفن أمام زاويته رضي الله عنه.[3]

ولقد أجمع جميع الذين جاوروه أو عاصروه، سواء من أعداءهأو من أهل وطنه ودينهعلى سمو روحه، وطهارة قلبه، وكرم سجاياه، وبهجة سيرته، وغزارة علمه وجوده، وقد أثنوا عليه، وأشادوا بتضلعه في مختلف مجالات العلم، وشتى فنونه.

وكان شيخا عالما عاملا متواضعا زاهدا قانعا عفيفا صبورا حمولا كريما مشهورا بحسن العشرة، وسلامة الصدر، والصلاح، والعبادة، وتوقير العلماء السنيين الصالحين وإجلالهم.

     على ضوء ما سبق، يمكن لنا أن نقول إن الشيخ السيد الحاج مالك سي رضي الله عنه شخصية فريدة من نوعها، وعجيبة في شأنها ومعاملاتها، يجمع بين العلم، والرأفة، ورقة القلب، والحنان على الناس، إلى جانب الحزم والشدة في المواقف التي تحتاج إلى ذلك، وكان راجح العقل، فطنا، واعيا، مدركا لما يدور من حوله من الأحداث، وكيفية التصرف معها، وردة الفعل المناسبة لها، فهو بحق المجدد الموعود لهذه الأمة السنغالية، وهذا ظاهر من مواقفه الجريئة أثناء فترة جهاده السلمي رضي الله عنه، فجزاهم الله U عن الدين خيرا.

عقيدته ومذهبه ومشربه وسلسلته:

عقيدته:

مذهب الشيخ السيد الحاج مالك سي رضي الله عنه في العقيدة هو المذهب  الأشعري الذي  ينتسب إلى مؤسسه أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري 324ه

مذهبه الفقهي:

أما مذهبه من ناحية الفقه فينتسب رضي الله عنه إلى مذهب إمام دار الهجرة مالك بن أنس رضي الله عنه كما نسبه إليه جميع المترجمين له

مشربه:

كان مريدا للشيخ السيد أحمد التجاني الشريف مؤسس الطريقة التجانية، ومقدما وإماما وخليفة في طريقته، وله إجازات فيها من الأئمة الأعلام والشيوخ العارفين السالكين الواصلين

ولقد كان شيخا عارفا ومربيا، ربى مريديه تربية حسنة صالحة بالهمة والحال حتى استقاموا، وخرجوا إلى الحياة أعضاء عاملين في خدمة أنفسهم ووطنهم وإخوانهم.

سلسلته:

أخذ الشيخ رضي الله عنه الطريقة التجانية، كما أسلفنا، عن عدة شيوخ وعلماء عارفين واصلين سالكين مسلكين، إلا أنه كان يعوّل دائما في إجازاته لتلاميذه على السند الذي أخذه عن خاله الشيخ ألفاهم مَيُرُ ولي، وهو أخذ عنالشيخ الحاج عمر تال الفوتي، وهو أخذ عن الشيخ محمد الغالي، وهو عن الشيخ السيد أحمد التجاني الشريف رضي الله عنهم أجمعين، عن النبي r يقظة لا مناما.

مؤلفاته:

خلف الشيخ السيد الحاج مالك سي رضي الله عنه مؤلفات كثيرة للأجيال القادمة، استعمل فيها أساليب تمتاز بتنوع فنونها، وتفاوت حجمها، وصفاء ألفاظها، وجزالتها، ورقتها، وبُعْدها عن الغرابة والتصنُّع الذي ينم عن تواضعه فيها، وبرع في حسن تنسيق العبارات، وإشراق الصورة ونصاعتها، ما يدل على عنايته بتحريرها وتنقيحها.

أولا: في السيرة:

1ـ خلاص الذهب في سيرة خير العرب صلى الله عليه وسلم (نظم)

2ـ ري الظمآن في مولد سيد بني عدنان صلى الله عليه وسلم (نظم)

3ـ الدر اليتيم والجوهر الجسيم صلى الله عليه وسلم وهي القصيدة التي نتشرف بشرحها في هذه المجموعة (نظم)

4ـ أ بدى بروق في مدح النبي صلى الله عليه وسلم (نظم)

ثانيا: في التوحيد

5ـ هداية الولدان (نظم)

ثالثا: في الحقيقة والطريقة

6ـ إفحام المنكر الجاني (نثر)

7ـ فاكهة الطلاب (نظم)

8ـ ثلاث قصائد في مدح السيد الشيخ أحمد التجاني (نظم)

9ـ أمر النبي في الطريقة التجانية (نظم)

رابعا: في التوجيه والإرشاد والأخلاق

10ـ نعمة العافي الجاني (نظم)

11ـ زجر القلوب (نظم)

12ـ الرسالة اللطيفة (نثر)

خامسا: في التوسلات

13ـ وسيلة المتقربين إلى حضرة رب العالمين (نظم)

14ـ قصيدة الرفات (نظم)

15ـ وسيلة المنى في نظم أسماء الله الحسنى (نظم)

16ـ يا كاشف الداء (نظم)

17ـ منظومة الحزب السيفي (نظم)

18ـ نظم حروف صلاة الفاتح (نظم)

سادسا: في الشريعة

19ـ كفاية الراغبين فيما يهدي إلى حضرة رب العالمين (نثر)

20ـ الكوكب المنير (نظم)

21ـ منظومة في وجوب زكاة الفول السوداني (الفستق) (نظم)

22ـ منظومة في ثبوت الصوم بالتلغراف وبالنار والبارود (نظم)

سابعا: في العروض

23ـ إحدى الحسنيين في علمي العروض والتصوف (نظم)

24ـ منظومة في علم العروض والقوافي (نظم)

ثامنا: في الآداب

25ـ قنطرة المريد في العلم وفضائله وكيفية تحصيله (نظم)

26ـ منظومة في آداب المسجد (نظم)

تاسعا: في الخطب

27ـ خطبتان للعيدين (نثر)

28ـ خطبة الجمعة (نثر)

29ـ خطبة النكاح (نثر)

نكتفي بهذا القدر الحقير خوفا من الإطالة، ومن باب رد الجمل والعرفان لابد بُعَيْد الختم أن نوجه أتم الشكر وأجل الاعتراف إلى الشيخ أبي بكر سي منصور الخليفة المشرف على سير أعمال الحضرة المالكية، حفظه الله ورعاه وأيده ونصره.

وكذالك نوجه أخلص أدعية إلى أعضاء جمعية الفاتح الذين واكبوا على بحث ونشر تراث هذه الحضرة السنية الصوفية مجانا، فجدير بنا نحن أبناءها أن نولي هذا الجانب حتى تكون مسيرتنا الخيرية في نهضتنا العلمية مرتكزة على أسس راسخة من المبادئ والقيم الإسلامية الصوفية. فجزاهم الله خير الجزاء وتقبل جهودهم مع النجاح التام في جميع المهام المنوطة بهم. وكل عام وأنتم بخير.

الحمد لله رب العالمين

اللهم صل على سيدنا محمد وسلم

   أخوكم سرج امبـي باه التواوني 

  سبط الحاج مالك كبي

                                                                                            

 



[1] السيدة فاطمة سي بنت السيدة رقية انجاي وهي الولد الكبير للشيخ الحاج مالك سي رضي الله عنه. قد ولدت سنة 1881 في سين لويس.

[2] السيدة فاط سي التي حملت اسم والدة السيخ وهي الولد الكبير للسيدة صفية انجغ,  قد ولدت سنة 1888 في قرية كاي، بعد والدها الذي كان يؤدي فرائضه في مكة المكرمة.

[3] غسله الشيخ عبد فات انجغ والشيخ مدن لوه والشيخ عبد الله كي. وقد صلى عليه مام مور خج سي، ابن عمه الشيح أحمد سي شقيق والده الشيخ عثمان سي، قد أمره الشيخ أبوبكر سي الخليفة بصلاة على جنازة شيخه وأخيه وخليله الشيخ السيد الحاج مالك سي رضي الله عنهم أجمعين.